سلامًا على قلبك الطاهر، وعلى دقات الساعة التى تمر بجوارك ببطء، ها أنا همست الى طيف بكلمات سريعه، أطلب فيها الوصل وأشكو مرارة الإنتظار، أعلم جيدًا أنك مثلى، فى إحدى بقاع الارض تجلسين، تفكرين، تهمسين الى قلبك الشاكى بأن ينتظر، أن أصبر قليلا حتى تبُت الزهره، ويظهر القدر بركاته، فى مكان ما.. تفكرين بى كما أفكر بك، تستعمين الى همس الطيف، ونجوم السماء..
وما الأحلام إلأ بقايا ذكري الماضي والحاضر وبعض من امنيات المستقبل، تستدعي كل ما يقترب الي تفكيرك، وتدعوهم الي حفلة بطلها القلب، ونجمها الشغف، حفله تحمل كل أنواع الخيبه والألق في آن واحد، تُسلبك روحك وخيبتك، لتبقي في ضيافة الحلم هادئ وعلي سجيتك.. تقوم من المنام وقد التصقت فيك ذكري او قُبله.
لا تبكي قلب لا يعرف رحمة الحب، كن ذاك السياف الذي يقطع كبرياء العشق ويتلذذ بـ آنين الانتظار.. علي مقربة من الحلم الأخير. وحين ينسدل أخر شعاع نور في رمق الحياة الغائبة، اترك سيفك، ودع القلب يسنتشق برود الهواء والاحساس. دعه يتعافي من دم الحب.. ثم أقم مائدة بطول ضربات قلبك الخائفه وأجمع كل عشاقك القدامي.. إمسك سيفك من جديد وعاود الكره..
منفرد علي شجرة، تنمو جذورها مذ أن كان لعشق الكلمات هيبة.. تنعكس صورتي ببقايا خيوط السماء، تسير علي خُطي المياه الدافئه.. ينعدم الزمان والمكان، وتبقي الروح طليقة تبحث عن مكنونها، تُداري خجلها في نظرات عيني، وترتبك كلما حاولتُ الوصول الي كلمة حرة او وصف مُعجز في قاموسي المنسي.. مُحاط بهاله من العدم والندم، كلما نظرت وجدت الفراغ، حبيس نفس لم تكتب مذ زمن، ربما خوف من الظلمة، او ربما ان العقل أقسم علي النسيان عنوة..
يبرأ القلب من الحب بسهوله، ولكنه لا يبرأ أبدًا من الذكريات.. هي أشد وجعًا وألامًا، تمسك بالقلب وكأنها قطعه منه، تمر الأيام وتأتيك الذكري فجاءة، تُعلن عن نفسها بكل كبرياء ووضوح، تصافح دمعك بحرارة، وتعيد فيك قلق وخيبه.. .. الذكريات أقوي من الحب.